مكونات وعناصر كرة القدم: الجزء الثاني: العنصر الفني.

طريقة أداء أو تنفيذ، كلمة “فني” من فنّ تعني كيفية تنفيذ أمرٍ ما، وفي معرض طرحنا -في كرة القدم- هي كيفية تنفيذ تمريرة أو تسديدة بالقدم أو بالرأس، أو كيفية القيام بالسيطرة على الكرة control – أو لمسة أولى، يقول الإنجليز- سواءً بالقدم أو بالصدر أو بأي جزء من بقية أجزاء الجسم ما عدا اليدين. تذهب هذه الكلمة أيضاً لمعنى آخر، فمثلاً في كرة القدم يقال أحياناً أن اللاعب س لاعبٌ فني، ويُقصد بذلك أنه بارع وماهر في التحكم بالكرة وفي التمرير والاستلام، إلاّ أن هناك من يرمي إلى أن الكيفية لا تهم بقدر ما يهم الإنجاز، فمثلاً إيصال الكرة إلى النقطة المقصودة كافي بغض النظر عن التكنيك المستخدم، فالتكنيك وسيلة لا غاية.

يتعلم الأطفال التكنيكات أو الفنيات من تلقاء أنفسهم، تلك الأساسية خصوصاً، فيبدأون بركل الكرة بلا تناسق، كالجري نحو الكرة وضربها مبكراً قليلاً أي في مقدمة القدم (مشط القدم)، أو متأخراً قليلاً في مؤخرة القدم، وبالتالي تقل قوة التسديدة وهذا يعود للتوافق، أو ما يُعرف بالتوافق العصبي-العضلي. ولعل التوافق coordination يدخل ضمن المكون الحركي/البدني أكثر، غير أن هناك اضطلاعاً فنياً كالسيطرة/دحرجة الكرة متوافقةً مع حركة، أو كالاستلام على سرعة مثلاً من الناحية الفنية علاوةً على الجانب الحركي/البدني كما أسلفنا. إن التوافق -دون شك- تعتبر أهم مهارة للاعب الكرة، إذ هي من أهم مقومات التفوق لدى اللاعبين، انظر لِمَ رونالدو نازاريو، ميسي، رونالدينيو أو مارادونا من قبلهم -من بين آخرين- ظواهر ولديهم قدرة مبهرة على تخطي اللاعبين في مساحات ضيقة، وقدرة عظيمة على إبقاء الكرة ملتصقة تقريباً بأقدامهم بتوافق مذهل بمعية إيماءات وحركات جسدية أو دوران في أماكن مزدحمة.

تحكم بالكرة لا يوصف من قِبل رونالدو، انفجارية explosiveness وبالرغم من ذلك فالكرة ستبقى قطعة من جسده.

دحرجة الكرة بالطريقة الصحيحة، أي بجزء معين من القدم وفقاً للوضعية التي بها يسعى اللاعب إبقاء الكرة قريبة من قدمه بالكيفية الأحسن كما نرى في الصورة التالية.

العلاقة بين التكنيك والتكتيك

التكتيك كما ذكرنا في الجزء الأول هو خطة قصيرة الأمد لتحقيق هدف معين، واستخدام التكنيك هو لتحقيق الهدف المنشود بالكيفية الأمثل. إن تنفيذ وتأدية مراوغة أو تمريرة أو تسديدة بالقدم أو بالرأس تأتي على شكل حلول، فاللاعب يقوس تمريرته لأسباب فنية وتكتيكية إذ أنه لا يملك خياراً إلا بأن يقوس تمريرته، ربما لضعف قدمه الأخرى، لإصابة، أو لأن وضعيته الجسدية في تلك اللحظة ليست بالهيئة الأفضل؛ كانعدام التوازن، فيأتي تقويس الكرة كحل. أو كأن ينتشل اللاعب الكرة من الأرض ليتمكن من إيصالها إلى مدى بعيد، أو أن يحاول الجناح مراوغة واقصاء الظهير في حالة 1 ضد 1 والتي سيترتب عليها تفوقاً تكتيكياً؛ أي في خلق المساحات/تفوق مركزي وكذلك قد ينتج ذلك تفوقاً عددياً، التمريرة الكاسرة التي تخترق الخطوط تقوم بدور تكتيكي أيضاً، فبتمريرة واحدة نتمكن من اقصاء خط أو عدد من اللاعبين.

بوسكيتس وتمريرات كاسرة

لا ننسى كذلك في الحالة الدفاعية هناك فنيات وتكنيكات يتحتم ضبطها أيضاً لأسباب تكتيكية، كاستخلاص الكرات؛ فلطالما شاهدنا أهدافاً تُسجل بالخطأ لأسباب فنية بحتة، كاستخلاص الكرة وتشتيتها بجزء خاطئ من القدم أحياناً بغير قصد وأحياناً بسوء توقع/توقيت أو سوء تمركز من الناحية الجسدية، ولا نتحدث هنا عن اصطدام الكرة باللاعب فهذه حوادث لا يصح لوم المدافع فيها. أيضاً هنالك مهارات أخرى تستوجب الضبط كالافتكاك عبر المواجهة والاعتراض 1 ضد 1، أو عبر الاستباق، أو الانزلاق، أو قطع الكرات قبل وصول الكرة لمستقبِلها. بالإضافة طبعاً لتقنيات حراس المرمى لالتقاط وتلقف وصد واعتراض الكرات، ناهيك عن وضعية الجسد، والتمركز والتوقيت من الناحية التكتيكية، كما لا يمكن اغفال الأهمية البالغة للتناسق والتوافق لتطبيق ما سبق من المهارات كمدافع أو حارس.

الكاتب: @salh91ftbl

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: