مباراة ماتعة في الأوليمبيكو انقضت بثلاثة أهداف لكلا الطرفين، لم يكن سبب المتعة الأهداف فقط بل كانت المباراة متخمة ومفتوحة على المستوى التكتيكي. انطلق فريق باولو فونسيكا انطلاقة قوية وتمّموا ذلك بمرتدة توجها جينكيز بشقه دفاعات جنوى عرضياً فيسكنها يسار الحارس الروماني رادو، بعدها بثلاثة دقائق (د7) وعبر مرتدة أخرى كاد روما أن يوسع الفارق أيضاً عبر التركي أوندر. لم يبدِ جنوى اهتزازاً بل وعلى العكس كان نداً وطرفاً أفضل لفترات في الشوط الأول، بل وتوج تلك الأفضلية بهدف التعديل عبر المهاجم الشاب أندريا بينامونتي، إثر صناعة القلب الأرجنتيني روميرو والذي كان تقدمه كإضافة جسدية وللزيادة العددية. استطاع روما التقدم مجدداً عبر إدين دجيكو الذي تمكن من التخلص من مدافعي جنوى بمجهود فردي ضمن مساحة ضيقة، فيرد جنوى عبر ركلة جزاء قبيل نهاية الشوط الأول وينتهي الشوط الأول المتوزان إلى حدٍ ما بثنائية لمثلها.
في الشوط الثاني تقدم روما مجدداً عبر كولاروف ومن ركلة ثابتة كعادته، ظل جنوى ثابتاً بل استمر سعيه الحثيث لأخذ نقطة على الأقل من فم الذئاب وكان لهم ذلك في الدقيقة 70 عبر رأسية كوامي، فيمَ انخفض أداء روما رغم محاولات استعادة النقطتين، حينئذٍ بدا رضا اقتسام النقاط على رجال أندريادزولي في آخر نصف ساعة واضحاً.

دخل روما اللقاء بشكل 4-2-3-1 بنزول دزانيولو بين الحين والآخر، دخول الجناحين جنكيز وكلويفرت للعمق توسيع رقعة اللعب عبر الأظهرة، ولا يبدو مألوفاً تقدم الظهيرين معاً في إيطاليا، هذا ليس بالضرورة حذراً بل نوعاً من التوزان ولأسباب تتعلق بالهيكل، فحتى سارّي أو دي فرنتشيسكو –قياساً على أنه المدرب السابق لروما- يفضلان الهجوم بظهير واحد ألا وهو الظهير القريب من الكرة ولكن بتوغلات لاعبي الوسط وزيادتهم العددية وبقاء المحور أمام المدفاعين هذا فيما يتعلق بشكل 4-3-3. فونسيكا يفضل 4-2-3-1 في روما ونرى بوضوح اتخاذ المحورين بيليغريني وكريستانتي موقعاً مناسباً حال ارتداد الكرة إذ تقل توغلاتهما، أيضاً لأسباب هيكلية وتتعلق باضفاء بعض التوازن.



يدافع جنوى بشكل 5-3-2 في ملعبه وفي وسط الملعب كذلك، المرجعية لمدافعي جنوى هو الرجل/المهاجم، حيث يسعى أندريادزولي في فرض مباراة بدنية و1 ضد 1 في كل جزء من الملعب، ذلك ما يميز ثلاثي الدفاع وخصوصاً الأرجنتيني روميرو والذي يبدو في الصورة الأخيرة مضيقاً الخناق على كلويفرت وملتصقٌ به بدنياً، ذلك ما جعل مهمة روما في الاستفادة من اللاعبين بين الخطوط مهمة صعبة، طبعاً بافتراض وجود خطوط كون اللاعبين لا يتركون أحداً خلف ظهورهم -لاعبي الوسط والمهاجمين- كما لا يأبه المدافع بترك خط الدفاع واللحاق بلاعبه أيضاً كما نرى في لقطة روميرو، ذلك بالمقارنة بدفاع المنطقة.

هجومياً اصطف لاعبو جنوى بشكل 3-5-2 أقرب إلى 3-4-1-2 بتقدم لاعب الوسط الدنمركي ليراغر. كشر الغريفوني عن أنيابهم الهجومية بلا وجل في الأوليمبيكو، بملعب مفتوح توفره الخطة الواسعة 3-4-1-2. يفضل أندريادزولي أسلوب الأنماط المسبقة والتي عُمل بها في التدريبات قبل انتقالها إلى الملعب –وهي شائعة في إيطاليا- يمكن ملاحظتها لدى فرق كونتي (من بين آخرين)، كاللعبات المصممة لثنائي الهجوم.
روميرو أيضاً لا يبخل بالمساندة على الطرف الأيمن.

الكاتب: @salh91ftbl
اترك تعليقًا