بييلسا يحلل

نتيجة بحث الصور عن ‪marcelo bielsa‬‏

هذه ترجمة لمقالتين أو تحليلين لمارسيلو بييلسا لصحيفة elpais في كأس العالم 1998 في فرنسا -من بين مقالات عديدة- أردت تقديمهما كأنموذجين لرؤية المدرب الأرجنتيني الكبير للعبة. المقالات -عموماً- تحليلية إلا أنها بلا شك قد تكون كافية للوقوف عندها والتأمل ومعرفة كيف يشاهد المدربون مباراة كرة قدم، إليكم الترجمة.

الأسطول الدفاعي

لعبت نيجيريا من أجل اللعب لا أكثر. لقد لعبوا بلا تفكير، فلا أهمية النتيجة ولا تبدُّل النتيجة أثر على نهجهم في المباراة. لعبوا ببساطة من أجل اللعب، ومع ذلك فقد لعبوا أمام الخصوم نداً لند. وأما من الناحية الأخرى، فاحتاجت إسبانيا -من أجل اللعب بشكل جيد- إلى جعل الخصم يلعب بشكل سيء، وهذا ما حدث خلال الـ15 دقيقة الأولى، حينئذٍ رأينا أفضل صورة للإسبان: عندما أدوا بنسق سريع وفي النصف الخاص بالخصم.

على كل حال فإسبانيا لم تدافع بصورة جيدة. منح النيجيريون الأولوية للإستحواذ بل وقدموها على الجوانب الدفاعية. وبالرغم من تسلح إسبانيا بدفاعٍ جيد إلا أن ذلك ليس بالأمر الكافي، فهيكلهم وبوجود هييرو ونادال كعجلتي قيادة تتوسط الدفاع، وبالرغم من تميزهما في افتكاك الكرات إلا أن إسبانيا لم تستطع استعادة الكرة حتى بوجودهما. وبالتالي، وبصرف النظر عن الـ15 دقيقة الأولى فلم تتمكن إسبانيا من تقديم أداءٍ جيد. لقد قاد ذلك إلى تنظيم وتنفيذ هزيلين في المراحل الأولى لبناء اللعب في نصف ملعبهم -باثنان فقط من الستة لاعبين الدفاعيين وهما هييرو وسيرجي، على افتراض أن المسؤولية أوتيت لمن يستحق (أي المذكورين)- عالجت إسبانيا مشكلة التقدم -بالكرة- لأعلى الملعب عبر الضغط واسترداد الكرة في ملعب نيجريا.

الجانب الأيمن. فشلت إسبانيا من معالجة المشاكل على الطرف الأيمن، إذ التمست قصوراً في الهيكل في ذلك الجانب، علِم الإسبان بالمشكلة وحاولوا حلها حيث اتخذ كامبو مركز فيرير ولكن بلا نجاح من الأول.

عجز هجومي. لم يصنع المهاجمون فارقاً نوعياً في الأوقات السانحة والمواتية، حيث علقت الكرة بين أقدامهم دائماً وهذا ليس محبذٌ تصوّره. هدف راوول -وبعيداً عن جماليته- فقد أكد لنا سذاجة الدفاع النيجيري، وأي دفاع يمنح مثل تلك الفرص يستحق استقبال أهداف أكثر من تلك التي سجلتها إسبانيا، بل وحتى فرصاً أكثر من التي خلقوها.

جمود. تمتلك امكانيات فنية عظيمة على المستوى الفردي، ولكن بلا أية ضوابط تكتيكية جماعية، هذه هي نيجيريا. أثبتت تلك المزايا فائدتها حينما لُعبت المباراة بتكافؤ، كما ظهر في سيناريو المباراة عندما قدمت إسبانيا لنيجيريا تلك الوضعيات في البداية، ولكنهم عانوا -أي نيجيريا- عندما تم التخلي عن المباراة المغلقة.

بلا تناسق. لعب أفضل أربعة مهاجمين في الكرة الإسبانية سوياً، غير أنهم افتقدوا للتناغم عند تبادل المراكز، إذ جرّتهم المباراة إلى أن يقوموا بتلك التحركات أينما أدركوا الحاجة إلى تبادل المراكز، ولكنهم لم يفعلوا ذلك بانتظام. كما لا يجب أن يكونوا ساكنين، إذ أن كلا لويس إنريكي وراوول كانا بحاجة للسقوط للعمق والاضطلاع أكثر في اللعب بغية استقبال الكرات العمودية، بيد أنهما بقيا ساكنيْن في مواقعهما كسجينين، وسهُل تحديد موقعهما. إنها أفضل مباراة في البطولة إلى هذه اللحظة، بعد مباراة فرنسا وجنوب أفريقيا، وكان بالإمكان أن يذهب الفوز لأحد الطرفين، أفضل أداء لإسبانيا تفوق على أفضل نسخة من نيجيريا، حتى ولو أظهرت الأخيرة أكثر موهبة ولو تمكنت إسبانيا من التماسك وإضافة الثبات للمراحل التي تفوقت فيها ستكون عندها مرشحة أكثر من نيجيريا.

المصدر: تحليل إسبانيا – نيجيريا

مكلفةٌ أكثر فأكثر

غزو خطير. هي قابلة للتطبيق بالفعل في كأس العالم، فقد أضحى من الصعب إثبات أية أفضلية، ذلك لأن جودة اللاعبين وحدها لا تكفي. فالنجاح في وقتنا هذا يعتمد على حيثيات واعتبارات تتعلق بجوانب أخرى –كالنظام، التحضير التكتيكي، الحالة الذهنية، الإعداد البدني، تبوء المساحات ضمن الشكل (الخطة) – ما سيمنحنا مشاركة تفاعلية عبر التباعد والانتشار. فإذا ما تم تقدير الجودة الفردية فقط، فمن السهل على الأفضل أن يقوم باثبات نفسه. وعلى ذلك فقد تم غزو واجتياح الكرة عبر مواضيع قد يؤدي تقدمها ونمائها إلى تضخيم فرق بلاعبين متوسطي المستوى.

خداع بصري. التقارب في النتيجة أعطى اليابان -بالقرب من نهاية المباراة- صورة توهم بأن فارق الأداء كان أقل مما كان عليه طوال فترات اللقاء. إذ أن المسافة بين الفريقين أكبر مما تبديه النتيجة، وهكذا فإن تلك المحاولات البطولية لليابان ينبغي أن تكون موضعاً للإحترام على مستوى الذهنية، لا على المستوى الكروي.

تحسن بمحض الدفة. استهلت الأرجنتين المباراة بشكل سيء، إلا أنهم تحسنوا بانتقال أورتيغا من الجانب الأيمن إلى العمق للاضطلاع باللعب بشكل أكبر والربط مع فيرون أكثر، وبالتالي فإن النصف ساعة الأخيرة من الشوط الأول كان جيداً من قبل الأرجنتين. وإلى هذا الحد وجد الفريق انتظاماً وبنية مقبولة دفاعياً بفضل المحور الدفاعي ألميدا والذي بضبطه الإيقاع أوجد تلك البنية.

أخطاء هجومية. لم تقم الأرجنتين بزيادة عددية ملحوظة على طرفي الملعب، لا عبر زانيتي ولا سيميوني ولا عبر لوبيز أيضاً، كما افتقدوا الحدة في التمريرات البينية، وافتقادهم -علاوة على ذلك- للتصرفات الفردية التي من شأنها زعزعة الخصم. فلم يكن لأورتيغا بتجلياته الفردية، ولا لفيرون بقدراته العظيمة على التمرير ذلك الأثر عند تناقل الكرة. وبالرغم من ذلك فقد اتكلت الأرجنتين فقط على فعالية باتيستوتا والذي قام بأقصى ما يمكنه القيام به قياساً على عدد لمساته المحدودة للكرة.

سقف اليابان. لقد صمم اليابانيون كل شيء اعتماداً على الأمتار المقطوعة (القدرة على التضحية) وكذلك انتشارهم في المساحات الخاصة بهم على أرض الملعب (التنظيم التكتيكي). وعلى أي حال فقد افتقد اليابانيون المهارة على مستوى الإيماءات والخداع الفني وهذا العجز الإبداعي وضع حداً لطموحهم في التقدم إلى أبعد مما انتهوا عليه.

المصدر: الأرجنتين – اليابان

المترجم: @salh91ftbl

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: