لا زلنا نبحث عن المساحة، ولكن في هذا المقال سنغوص أكثر إذ سيضطلع عدد أكبر من اللاعبين بغية البحث عن المساحات وتحرير اللاعبين، وبالطبع في البحث عن أفضلية مركزية. سنخصص مقالنا هذا عن تخليق المثلثات وزوايا تمرير أكثر تنضوي على ثلاثة لاعبين أو أكثر، وللتحديد أكثر سنتحدث عن مفهوم الرجل الثالث 3rd man، أو tercer hombre بالإسباني. لعبة الرجل الثالث هي لعبة ثلاثية (بين ثلاثة لاعبين) حيث يمرر اللاعب “أ” نحو “ب” والذي بدوره يجد اللاعب “جـ” متحرراً. تأتي هذه اللعبة على شكلين، إمّا الوصول إلى اللاعب الثالث بمركزه ثابتاً أو إيجاده متحركاً.

من اللقطة السابقة، نرى نوعين من لعبة الرجل ثالث، الأولى هي إيجاد المحور الذي تم تغطيته -أو أي لاعب خلف الخطوط- هنا 3؛ كطرف ثالث وهو بوضعية ثابتة حيث يتم إيصال الكرة إليه على شكل تحضير. أما النوع الثاني فهو التحرر كرجل ثالث حركياً، اللاعب 3/4 هنا يعتبر طرفاً ثالث ورابعاً، طرفاً ثالثاً لأنه استلم الكرة ضمن تسلسل لعب جديد، ورابعاً إذا اعتبرنا أن السلسلة من بداياتها هي نفس اللعبة. وعلى أي حال لا ينتشر للحظة مفهوم الرجل الرابع، وإن كانت تسميات لا أكثر وما يهمنا إلا خلق الزوايا ومسارات التمرير.
يقول بيب “يستحيل الدفاع ضد الرجل الثالث”.
يصعب الدفاع ضد اللاعب الثالث، ذلك لأن أنظار الخصم ستنصب على حامل الكرة “أ” وأيضاً على خيار التمرير المحتمل كطرف ثاني “ب”، ما يجعل الطرف الثالث “جـ” متحرراً أغلب الأحيان، ذلك يعود لإنجذاب الخصم للكرة بالدرجة الأولى وكون الطرف الثالث خياراً “يبدو” مستبعد. وقس على ذلك في تتابع وتسلسل اللعب وتخلّق المزيد من الزوايا بعد كل تمريرة وفعل، وكل لاعبٍ يوفر نفسه متى ماقتضت الحاجة، إذ “كل تصرف ينبئ بالتصرف اللاحق” يشير أوسكار كانو، وحتى اللاعبون البعيدون عن منطقة المناورة ستكون لهم يد في الهجمات ربما أحياناً بشكلٍ غير مباشر كلقطة إينيستا في المقال “المساحة … ماهي” وكذلك في اللقطة التالية لأغويرو وربما تبدو مقصودة أكثر.
الكاتب: @salh91ftbl
اترك تعليقًا