
بالكرة هناك تصرفان لا غير نحاول بهما تجاوز الخصوم، الأولى عبر التمرير والثانية عبر المراوغة أو (الاحتفاظ بالكرة كتصرف فرعي). إن كل فعل وتصرف بالكرة له غاية ومرمى هو تصرفٌ تكتيكيٌ-فنيّ، إذ يصعب فصل التكنيك عن التكتيك عند التمرير، فكل موقف يُخضع اللاعب لكيفية معينة يمرر بها الكرة (جزءٌ ما من القدم، مسار وسرعة التمريرة …الخ)، وكذا في الوضعية الجسدية والهيئة البيوميكانيكية التي ينبغي استيفائها لإتمام القرار التكتيكي، فنصف خطوة خاطئة أو اهتزازاً في التوازن سيكلفك وقتاً وبالتالي مساحة أو زميلاً حراً …الخ. على كل حال فحديثنا اليوم عن أنواع التمريرات، وطبعاً التمريرات ذات الغاية والتي تأتي كحلول وبحث عن أفضلية، وليس التمرير من أجل التمرير.
“ليست تمريرة تلك التي لا تقصي أحداً” خوانما لـيـّو
يجب أن نعي ما يرمي إليه لـيـّو، إذ -في الحقيقة- ليست كل التمريرات التي لا تقصي أحداً لا معنى لها، فيصعب -خصوصاً مع اضمحلال المساحة في وقتنا الحاضر- أن نلعب داخل خطوط الخصم، أو أن تقصي “كل” تمريرة أو تصفّي عدداً من لاعبي الخصم، فالتمريرة قد تحمل أحيُناً خلفها مغزى كاستدراج الخصم للضغط، أو تبادل الكرات بشكل عرضي وتحريك الخصم هنا وهناك بحثاً عن الثغرات وإلى غير ذلك، وهذه التمريرات لا يجني منها الفريق أفضلية فورية، بالمقارنة بالبينيات، أو التمريرات العالية الموجهة بحيث يتفوق الفريق مركزياً وعددياً حيث تساهم تلك التمريرات في تطور وازدهار الهجمة.
كما هو معلوم فمبادئ ومفاهيم كرة القدم متشابكة، ولذا، فقد مررنا ببعض الحالات فيما سبق، كفتح خطوط ومسارات التمرير، وفي هذا المقال سنتحدث عن التمرير بذاته والممرر بذاته. وفيما يلي أمثلة لأنواع التمريرات من الناحية التكتيكية بالتحديد.
هناك 3 أنواع أساسية من التمريرات:
الأولى التمريرات الآمنة وتتم ما بين لاعبيْن لا يفصل بينهما أياً من لاعبي الخصم كالتمريرات بين القلبين، وتستخدم عادة لاستدراج الخصم للضغط، أو ببساطة لإضاعة الوقت حال التقدم بالنتيجة.
والثانية التمريرة البينية وهي الأخرى تنقسم لنوعين:
أ: تمريرة بينية والتي سنقصي بها عدداً من اللاعبين وبالتالي سنحرز تقدماً نوعياً في هجماتنا.
ب: تمريرة بينية حاسمة (وتمريرة مفتاحية key pass)؛ أي التمريرة الأخيرة أينما يضع الممرر المهاجم مواجهاً لمرمى الخصم وتسمى هذه التمريرة لدى الطليان passaggio filtrante، من الفلترة أو التصفية. ورغبة في ألّا نغرق في التفاصيل فالطليان يطلقون أيضاً على النوع الأول filtrante، والأمر ذاته لدى الإسبان filtrado، إذ أن بعض التفاصيل ليست جوهرية ولا ضير في الاستغناء عنها على سبيل الوضوح وتقليل الحشو.
أما النوع الثالث فهو التمرير الطويل، وهي أيضاً نوعان؛ طويل مباشر ليس إلى لاعب محدد بل إلى المنطقة المكتظة، والنوع الآخر هو التمريرة الطويلة الموجهة؛ أي إلى لاعب بعينه، بل وإلى جزء محدد من جسمه (قدر المستطاع) أو إلى المساحة أمام اللاعب المراد. التمريرات الطويلة كذلك –بالضرورة- تقصي عددًا من لاعبي الخصم ولكن لها سلبيات، كخسارة الوقت لدى مستقبِل الكرة وإنزالها، لا شك يصعب أحياناً أن نلعب الكرة على الأرض طوال الوقت، بسبب الضغط تارة، أو استغلالاً لثغرة لدى الخصم تارة أخرى، ولذلك يستخدم بعض الفرق التمرير الطويل بشكل تكتيكي محض كتخطي الضغط، أو تكتيكي نفسي في جزء من أجزاء المباراة، كاللحظات الأخيرة عند الفوز.
على مستوى الاتجاهات، تنقسم اتجاه التمريرة إلى 3 اتجاهات: عمودية؛ أي إلى الأمام أو للخلف، وأفقية أو عرضية، وما بين هذين المَنحيين أي تمريرة قطرية، أما الأخيرة يمكن أن تكون ناجعة مثلها مثل التمريرة العمودية الأمامية وبالطبع تعتبر التمريرة العمودية الأكثر فائدة وجدوى قياساً على مكان تواجد المرمى. ولكن هذا لا يعني أن التمريرة العرضية غير مفيدة أبداً، في الحقيقة يمكننا إقصاء عدد من اللاعبين حتى في التمريرات العرضية كما في اللقطة التالية 26:15.
هنالك أنواعاً أخرى من التمرير ما بين تمريرات فنية مهارية إذا ما اتسع الوقت للممرر، وأنواعاً أخرى تعتمد على مكان الكرة كالعرضيات، بالإضافة إلى وضعية الجسد غير أن تركيزنا في هذا المقال انصب على الأنواع الرئيسية، آملاً في أن نتطرق لتلك الأنواع في مقالات منفصلة وقبل أن ننهي الموضوع سنمر ببعض الخدع والألاعيب التي يستتخدمها لاعبون أذكياء للتلاعب بخصوهم وجَنْي أقصى فائدة من التمريرة سواءً بالتمرير إلى العمق وما بين الخطوط وإلى غير ذلك لإضفاء حيوية للهجمات.
الكاتب: @salh91ftbl
اترك تعليقًا