بارادايم التمركز… بارادايم بيب

ليست أسلوباً وحسب، المركزية مجموعة مبادئ أساسية وجوهرية في كرة القدم. فلعب كرة القدم بشكل “جيد” مرتبط بالمركزية. في أي فريق كرة قدم أو حتى أي رياضة جماعية يجب أن تتضمن بعض أو معظم أو حتى كل المبادئ المتعلقة بهذا الأسلوب. قد حاولت جاهداً البحث عن صياغة مصطلحٍ أكثر دقة، قد نقول تموضعي أو تمركزي أو التسمية التي توصلت لها مؤخراً “هجوم المنطقة” وسأوضح لاحقاً لمَ أسميتها ذلك في مقال متصل، لأني أزمع كتابة المقال الأول -الذي نحن بصدده- بالتحديد عن المركزية جماعياً، أما المقال القادم فسيكون على المستوى الفردي، وأخيراً -المقال الثالث- عن كلانية الأسلوب، بيد أنه لا يمكن تشظية وتفصيل هذا الأسلوب بهذا الشكل ولكن سننزل اضطراراً للأسلوب التحليلي للتعمق وسبر أغوار هذا الأسلوب الثري، ولذا فسنشير للفرد وللتحولات كمرور اضطراراً، فالحالات الأربع متصلة، مثلما أن عناصر اللعبة متصلة، والفرد ليس منعزلاً عن الجماعة، هذا الفصل ضرورة نظرية، وما إن نصل إلى الملعب فنحن نألف ونركب، فكرة القدم عملياً وواقعاً كلٌ ومركب عضوي.

ما هو الـ  Positional play؟

“كما تشير الكلمة، المركزية، ببساطة هي أن تتمركز جيداً بحيث نتناقل الكرة بشكل مكثف ونصل للمناطق الهجومية بوضعية سانحة.” -ألبرت بوج

Positional يعني: مركزي (أو موضعي، أو مكاني)؛ ومركزي أي حول الشيء أو جزء رئيسيّ تتجمَّع حوله الأجزاء الأخرى. والواقع أن هذه التسمية مسألة خلافية لدى الإسبان كذلك، يظهر ذلك عبر اعتراض خوانما لـيـّو على لفظ posición واقترح عوضاً عنه مصطلح ubicación ويقابلها في الإنجليزية locational منطلقاً من فكرة أنه من الممكن “أن تتمركز -جسدياً- بشكل مثالي ولكن في المكان الخاطئ، أو أن تتمركز بهيئة سيئة في المكان الصحيح” فكلاهما مرتبطان (وضعية الجسد، والتمركز المكاني) ولكن اللفظة -كما أسلفت- تشمل أيضاً الفريق ككل، والفرد كجزء.

في الفيزياء مركز الكتلة هو نقطة في جسم أو نظام من أجسام يمكن اعتبار إجمالي كتلتها مركّزة عندها، والأمر سيان كذلك في الاشكال الهندسية والجيومترية وتكوين المثلثات، فهناك نقطة مركزية تربط الأشياء ببعضها. أطلق هذا الاسم لأول مرة اللاعب والكاتب البريطاني أيْفان شارب عام 1952 الذي أشار لتطور الكرة آنذاك وتراجع الكرة الإنجليزية حيث أدلى: “اللعب التمركزي أسلوبٌ أكثر تطوراً في اللعبة؛ لأنه قائم على عدد وكمية التمريرات، لا يمكن اعتبار أنفسنا من مصاف الدول المتقدمة كروياً إذا ما تحدثنا عن الأساليب والطرق…”. في الشطرنج بزغ أسلوب اللعب التمركزي قبل قرنين من الزمن، فاللاعب ذو الأسلوب المركزي يحرك قِطَعهُ بتروٍ وتأنٍ وبخطة بعيدة المدى، وبالطبع يحاول نشر قطعه وفتح الطريق أمامها للتحرك، الأمر مماثل في تباعد وتوزيع اللاعبين (الانتشار) الذي يعني جودته جودة الهيكل ما يتيح لنا استعادة الكرة (حماية القطع في الشطرنج)، أيضاً فتح المساحات، ومحاولة تفعيل أدوار اللاعبين فيستطيعون الإسهام في بناء وتقدم الهجمة عبر جودة التمركز وتوفير أنفسهم كخيارات تمرير (كل لاعب في الحالة الهجومية له دور هجومي).

يصعب أن نسك تعريفاً دقيقاً للعب التمركزي كونها تنطوي على عدة مبادئ ومفاهيم، ولكن اللعب التمركزي في جوهره يعني: ترتيب/تمركز اللاعبين في مساحات مختلفة لتكوين زوايا وخيارات تمرير في مختلف المناطق ومختلف مراحل اللعب للاحتفاظ بالكرة وبحثاً عن مرمى الخصم. ولا يبقى اللاعبون في هذا النمط بثبات بل وبحركة مستمرة لخلق المساحات بالكرة، أو بدونها كفتح خيارات التمرير للزملاء أمام الكرة خصوصاً وللخلف إذا اقتضى الأمر. الحركة قد تكون تعديل وضعية جسدية لبضع سنتيمرات، ولكل حالة ومرحلة سلوكيات معينة مرغوبة طمعاً في التمتع بانسيابية تقدم الهجمات.

استناداً لدومينيك تورّنت مساعد بيب غوارديولا السابق فـ”هي تتعلق بكيفية التمركز بشكل متصل بالآخرين على أرض الملعب عند حيازة الكرة…”، أو كما يشير بيب غوارديولا إلى أن اللعب التمركزي هي تأدية كل لاعب -في حالة الهجوم- وظيفة هجومية. بالنسبة لكازا بازيلي هو “نوع من الهجوم يحتاج إلى هيكل وتشكيلات هندسية مستمرة؛ مثلثات، ماسيات (معين الشكل)، إلخ. ولهذا هي مركزية، لأننا بحاجة إلى مزيج مختلف من اللاعبين في مواقع تكتيكية محددة كي نصل لغاياتنا.”

Position not Possession –مركزية وليس استحواذ!

“بالنسبة لبيب ولمدرسة برشلونة فقد أصبحت عادة، ولكن في البداية ظن الألمان أنه تمرينٌ من أجل الاستحواذ على الكرة، هراء! إنه الأسلوب التمركزي، أن تعرف كيف تتمركز عند الاستحواذ، أن تعرف أين هي المساحات، وأن تعرف من أين تضغط عندما لا تمتلك الكرة.” دومينيك تورنت

ليس ثمة خلط لدينا في لغتنا فالكلمتين ليستا متشابهتين كما في الإنجليزية أو في اللغات اللاتينية. ولكن هناك خلط ولبس مفاهيمي، بمعنى أن البعض يظن أن هذا الأسلوب غايته الاستحواذ، (السيطرة على الكرة)، تصميم هذا الأسلوب في جوهره ليس غرضه الاستحواذ فقط، وإن كان هاماً بالنسبة لبيب كما سنرى. هذا الأسلوب لا يهدف بالضرورة للهيمنة على الكرة والسيطرة عليها بل بتوفير خيارات التمرير عبر شكل كلي وبين الأفراد على أتم صورة، ومن ثَمَّ على مستوى زعزعة استقرار الخصم وإخراجهم من مناطقهم وفتح الثغرات بين خطوطهم. لذا يشمئز غوارديولا من عبارة “تيكي تاكا” المختزلة والتي لا عمق فيها ولا هدف منها إلا التمرير من أجل التمرير، هدف غوارديولا أبعد من ذلك، فالاستحواذ ليس عبثي بالنسبة له. نستشهد هنا بغوارديولا نفسه الذي يقول “ليست تمريرة تلك التي لا تقصي خصماً” وهنا يهدف الفريق لاستفزاز الخصم وجذبه للكرة وبالتالي تبرز المساحات ويجري استغلالها. والحال كذلك بالنسبة لخوانما لـيـّو الذي يشدد “لا تمرّر إن كنت لا تريد إنتاج شيء، مرّر لخرق خطوط الخصم…”.

والاستحواذ من وجهة نظر غوارديولا يفيد في تحقيق الاستقرار من خلال تناقل الكرة، حيث يوضح بيب “إن لم تكن هناك سلسلة من 15 تمريرة في البداية، فمن الاستحالة أن نُجيد في التحول من الهجوم للدفاع، مستحيل!”، لذا فتداول الكرة في بداية بناء الهجمات والبحث عن الخيارات السهلة ضروري، إذ بتناقل الكرة بين اللاعبين لفترة يضمن استقرار وتوازن بحيث يستطيع الفريق إحكام القبضة على وسط الملعب.

وأخيراً الاستحواذ الدفاعي، يستخدم غوارديولا الاستحواذ كوسيلة للدفاع، أي أن يحرم الخصم منها عند التقدم في النتيجة فلا يكون فريقه عرضة للهجوم من الأساس، كما يتم التلاعب بالخصم ذهنياً، في استفزاز الخصم الذي سيكون بأمّس الحاجة للكرة، “هناك كرة واحدة، لذا يجب أن تمتلكها” على رأي يوهان كرويف. إن التمرير من أجل التمرير له عواقب، فقدان فرصة إيصال الكرة للاعب الحر، أو ببساطة عاجلاً أم آجلاً قد يفقد الفريق الكرة وربما في وضعية مزرية بحيث لا يمكن تدارك الموقف، أو كما يشير ماتياس مانـّا يجب إنهاء الهجمات بغض النظر عن خواتيمها، إن كانت هدفاً أو لا، فبذلك نستطيع إعادة الانتظام أو نجد أنفسنا بوضعية سانحة لاستعادة الكرة، أو أن نخسرها في مناطق عالية وبعيداً عن مرمانا.

التفوق (العددي، التمركزي، النوعي):

نصل الآن الى مبدأ أساسي آخر في اللعب التمركزي ألا وهو التفوق أو الغلبة “يتشكل اللعب التمركزي عبر خلق التفوق ابتداءً من خط الدفاع ضد الخصم الضاغط” خوانما لـيـّو يشير إلى النوع الأول من التفوق، وهو التفوق العددي، ففي حالة بناء اللعب يسعى الفريق لخلق زيادة عددية لإخراج الكرة من الخلف. فمثلاً عندما يضغط الخصم بمهاجميْن فعلينا إذاً إضافة لاعب إلى ثنائي قلب الدفاع، سواءً بإقحام قلب ثالث أو حتى تعويض ذلك بسقوط المحور بين قلبي الدفاع من آن لآخر لتكوين تفوق عددي 3 ضد 2 أو حتى بسقوط لاعب وسط بين القلب والظهير. أيضاً التفوق العددي على طرفي الملعب (الظهير زائداً الجناح) ضد ظهير الخصم 2 ضد 1، والتفوق الأهم والمرغوب سيكون في وسط الملعب.

النوع الثاني من التفوق هو التفوق التمركزي، أي أن يكون أحد لاعبي الفريق حراً وبوضعية سانحة للتقدم حال استلامه للكرة دون إعاقة، ولا يصح أن نقول على اللاعب حراً مالَمْ يستطع الدوران أو التقدم عند استلام الكرة وأن يجنيَ مساحةً للأمام، الأمر أيضاً مقرون بحامل الكرة ورؤيته وسرعة بديهته في ملاحظة الرجل الحر بين خطوط الخصم. فغايتنا عند تناقل الكرة هو توليد لاعب حر، بما أن الفريق يتناقل الكرة لاجتذاب الخصم وإخراجهم من مناطقهم. لذا فعند تناقل الكرة نحن نبحث عن تحرير لاعبين بأماكن حيوية لنتمكن من إحراز تقدم نوعي في الهجمة ونصل للثلث الأخير بأفضلية، ونصل للغاية الكبرى: تسجيل هدف.

ثالثاً التفوق النوعي فردياً، أي الجودة، كالثنائيات (1 ضد 1) أو حتى مجموعة أكبر من اللاعبين، فميسي -لا للحصر- بمواجهة أي لاعب يعتبر متفوق نوعياً وقادر على ترجمة هذا التفوق وكسب الثنائيات غالباً، “هناك تفوق عددي ومركزي ونوعي، ليس كل حالة 1 ضد 1 تكافؤ عددي” باكو سيرولّو.

أسلوب جماعي

للفريق الأولوية؛ الأفراد جزء من فريق، والفرد في كرة القدم نسبي، بمعنى أنه حر بنطاق معين، أولاً لأنه لا يتصرف لوحده، بل هو محكوم بمن حوله: منافسين، زملاء، حدود الملعب، والكرة قبل أي شيء. ثانياً، إذا تحرك اللاعب بكل مكان سيحدث خللاً هيكلياً، كما سيتعدى على حرية زملائه، فحرية الفرد تقف عند حرية زميله، لا مجال للارتجال في التمركز إذا ما أردنا تطبيق هذا الأسلوب بحذافيره، لكل لاعب مركز وموقع معين، ذلك من شأنه منح الفريق خيارات متعددة في أماكن مختلفة ما يؤدي إلى الغاية ألا وهي تشكيل هيكل جيد. غير أن التعقيد وطبيعة اللعبة العشوائية تضطرنا أحياناً لتبادل المراكز ولكن بالاحتفاظ بذات المفهوم، أي أن تشغل المساحة التي تُركت من قِبل زميلك. بالنسبة لمانويل كوندي فلا وجود للفرد في كرة القدم، تفاعل العناصر هو ما يشكل النظام، سواءً في الحواري أو في أعتى الملاعب، لكن الهدف المشترك والوصول للتناغم المثالي يتطلب ذكاءً، وكذلك اعتياداً (تدريب). التجليات الفردية العبقرية لن تتم بدون اضطلاع غير مباشر من الزملاء، أو حتى سوء تواصل وتفاهم بين أعضاء الفريق المنافس، فتفاعل الفرد يؤثر حتماً على دينامية اللعب وتبدل أحواله. يخطر في بالنا مراوغة ميسي لعدد من اللاعبين ببراعة، تثبيت زملاء ميسي للمدافعين حوله من شأنه إحداث أزمة قرارات وتَشتُت بالنسبة للمدافعين، أو حتى طلب -المهاجمين- للكرة وحركتهم، بل والإفراط في محاولة إيقافه تفضي إلى خلل في النظام.

“يحدث أن ميسي في المنتخب يبدو لاعباً عادياً، لأن كرة القدم لعبة جماعية، وميسي مصنوع أيضاً من زملائه في الفريق.” –ألڤارو آبوس

الهيكل والانتشار

“عند الاستحواذ، 11 لاعباً يتوجب أن يكونوا في حالة حركة وضبطٍ مستمرٍ للمسافات. المسألة لا تتعلق بكم الجري بل إلى أينَ تجري، خلق المثلثات بلا توقف يعني أن تدوير الكرة لن يتعطل.” -يوهان كرويف.

الانتشار هو تباعد اللاعبين على ارتفاعات مختلفة، عمق وعرض وبذلك نخلق مثلثات ونتموقع بين خطوط الخصم. أما الهيكل فهو شكل الفريق ضمن شكل الخصم وليس مجرد خطة كـ 4-3-3، قد يقف الفريق بشكل 4-3-3 ولكن دون تباعد وانتشار جيد، وبالتالي يفتقد الفريق لمفهوم الهيكل فلا معنى لهذه الأرقام بلا مفاهيم ومبادئ متقنة. إذاً فالانتشار الجيد وضبط التباعد يفضي إلى هيكل قوي ورصين. يعني أيضاً قابلية استعادة الكرة حال خسارتها في التحول الدفاعي، فيقول أوسكار كانو “باستدراج أقصى عدد من لاعبي الخصم حول الكرة، نسترجع الكرة عاجلاً عندما نفقدها في المساحات التي نكون فيها متحدين.”

كمثال نرى هنا أن المثلثات والتكوين الجيومتري ليس محض شكل جمالي، بل ضرورة. في الشكل يساراً نرى اللاعب المحاط بالدائرة يغطي خيار العمق. فثلاثة لاعبين على نفس الخط الطولي لا يأتي بأي منفعة سوى الاكتظاظ وتخريب تطوير اللعب. على اليمين نرى أن اللاعب بتعديل تموقعه أنشأ المثلثات وكثرت خيارات التمرير. نفس الشيء في عرض الملعب فعدد 4 لاعبين على نفس الخط لا يضفي شيئاً للفريق تكتيكياً.
الأدوار الحرة للاعبين تودي إلى التهلكة تمركزياً، من يمتلك لاعبين أحرار يضحي باللعب التمركزي كأسلوب لعب. بعض الفرق -كما في الصورة- كالصحراء المقفرة في عمق الملعب.

كل الفرق يجب أن تتوفر على انتشار ملائم واستحلال مساحات محددة، ولكن هذا ليس اختيارياً في اللعب التمركزي، بل حتمياً لئلا يكون بين الزملاء تداخل في التمركز، أي ألا يشغل لاعبان نفس المركز وأن يفصل بين كل لاعبَيْن لاعب من الخصم. وليس أفضل من تشاڤي ليوضح لنا أهمية ذلك “ليس علينا أن نعلّم اللاعبين كيفية تبادل المراكز بل أن يتعلموا كيف تسير الأمور، عندما أتقدم بالكرة ويقترب مني أحدهم أتساءل مالذي تفعله؟ نحن على وشك التصادم… إن كان إينييستا هناك فلا يمكن أن أكون بنفس المكان ولكن إن كان محاصراً فسأعطيه مخرجاً”. أو عندما يقول المعلم كرويف “إذا أردت معاونتي، ابتعد عني” قاصداً الابتعاد لمساحة أخرى، أو عندما يفسر بيرارناو أسلوب غوارديولا “فكرته أن تصل الكرة للاعب وليس العكس” أن يقترب اللاعب من الكرة؛ أي أن يبقى اللاعبون في أماكنهم ومراكزهم عوضاً عن التداخل. أمّا لـيّـو فيوضح: “يجب أن تذهب الكرة للمركز، لا أن يذهب المركز للكرة.”

“الجبناء فقط يركضون، هذا هو شعار برشلونة. يقول الناس دائماً: عليك أن تركض أكثر من خصمك، يا له من هراء… عليك فقط أن تلعب كرة قدم أفضل من خصمك. ” –كارلِس ريكساتش

وفقاً لڤان خال فالكثير من المدربين يبذلون وقتهم في محاولة جعل لاعبيهم يركضون لأقصى وقت ممكن، بينما يرى بأن “أياكس يدربون لاعبيهم كي يركضوا بأقل قدرٍ ممكن، ولذلك فالمباريات المركزية هي الركيزة”. وهذا ما سينعكس ويتجلى بطبيعة الحال في المباريات، الحركة والجري ينبغي أن يكون طابعها الذكاء والجودة، لا الحركة من أجل الحركة. اللاعبين يستلمون الكرات بأماكنهم كأولوية، الكرة هي التي تتحرك، اللاعب يتمركز كي تأتيه الكرة ويضفي انسيابية في تناقل الكرة. وإذا فقد حامل الكرة كرته فليس وحده مسؤولاً، -كما يقول كيكي سيتيين- بل ينبغي أن نسأل هل وفر له الزملاء خيار تمرير أو اجتذبوا المنافس؟ هذه إحدى أهم نقاط اللعب التمركزي. بلا شك سيضطر اللاعب للتأقلم أحياناً فسيركض ليصحح التمريرة البطيئة أو للحاق بتمريرة أقوى مما ينبغي، الأهم أن كل لاعب يضع جسده بحيث يستلم بقدمه البعيدة، وفي البينيات يتحرك ويستلم في المساحة. وهذا يعتمد أيضاً على اللاعب وخصائصه، فالتمرير لتشاڤي ليس كالتمرير لبيدرو، التمرير في المساحة ستأخذ طاقة من تشاڤي، ناهيك عن افتقاده للسرعة.

في هذا النوع من اللعب، ومن خلال تدرج وتوالِ اللعب يسعى الفريق إلى غاية بعيدة الأمد حيث أن “كل تصرف يشي بالتصرف اللاحق” بوصف أوسكار كانو. وبالتزام اللاعبين بمراكزهم فهم مضطلعين باللعب بشكل غير مباشر وربما يساعدون الفريق في المستقبل القريب، “اللعب التمركزي صعب جداً، لأن اللاعبين بحاجة لجرعةٍ كبيرةٍ من التواضع، فهي تعني بشكل أساسي إدراك الفرد أنه لن يكون في حمى الوطيس لبرهة، ولكنه بذلك يساعد الفريق”، يوضح بيب غوارديولا أن التزام اللاعبين بأماكنهم يأتي بالمنفعة للفريق، بيد أن ذلك يتطلب تضحية من اللاعب لعدم الاقتراب من الكرة “عليك أن تقبل فكرة أنك لست داخلاً في اللعبة، ذلك هو دورك، أن تفتح المساحات لزملائك.”

“بيدرو لم يلمس الكرة، مع ذلك هو أكثر من يساعد الفريق. وليس بالحركة: بل بالبقاء في مكانه! بدون لمس الكرة هو يساعد الفريق أكثر بكثير من العديد من اللاعبين الذين يبدو وكأنهم يفعلون أشياء كثيرة”. خوانما ليـّـو كمعلق في الفيديو السابق.

“بالنسبة لغوارديولا، الفوز هو نتاج اللعب الجيد -على الأرض- ثم احترام خططه، والبقاء دائماً في مركزك، والاستحواذ الدائم على الكرة.” تييري أونري

توسيع الملعب

مبدأ أساسي آخر ألا وهو توسيع الملعب أو الملعب العريض؛ من الخط في جهة إلى الخطة في الجهة المقابلة. فِرق غوارديولا مفتوحة على مصراعيها، أي تستخدم كامل عرض الملعب في الهجوم، “في الهجوم افتح الملعب وإذا دافعت ضيق الملعب”، هذا المبدأ الكرويفي غرضه إجبار المنافس على الدفاع في المساحات الواسعة، وبالتالي يفقد الخصم ترابطه وتتفكك كتلته، وإن أظهر الخصم عكس المراد، فيمكننا جذب الخصم لجهة وتغيير اللعب للجناح البعيد. ليس الغرض استغلال الأفراد في حالة 1ضد1 وحسب، بالطبع هذا أمر مرغوب ولكن اللعب في الطرف ليس هو الهدف الأهم من هذا المبدأ لأننا لن نتمكن من غزو العمق أين يقبع المرمى إذا لم نضع عنصر جذب على الطرف. ولهذا يريد بيب أن يعانق الظهير أو الجناح خط التماس وهو أمر عانى منه مع بعض اللاعبين، نتذكر أونري مثلاً، أو في حادثة في وقتٍ ما وجد بيب فريقه فاقد لديناميته المعهودة عازياً السبب لعدم احترام فريقه اللعب التمركزي؛ بهذه المناسبة صرح ڤيكتور ڤالديز أن الجناحيْن (ميسي وهليب) لم يلتزما بفتح الملعب. “إفراط في الرغبة للدخول في العمق” كرويف يضيف، ” ذلك ما جعل العمق مكتظاً والملعب أضيق”. تشاڤي يقول بذات الشأن أن الأمر كلفهم تناقل الكرة. في سياق آخر يدلي غوارديولا بدلوه قائلاً أن “ملعب كرة القدم كبير، كبير جداً وشاسع. والمساحات موجودة، ولكننا نغلقها بحركتنا السيئة.”

ثم على مستوى الخصائص لاعبي الطرف البعيدان ينبغي أن يكونا سريعين لخلخة دفاع الخصم، بالنسبة لبيب عدم التزامك بالابتعاد إلى الخط قد يكلفك مركزك، نرى تفضيل بيب لستيرلينغ وهو أقل من محرز بسنوات ضوئية -برأيي- إلا أن سببه عائدٌ للخصائص والالتزام. غوارديولا يريد لاعبين انفجاريين، يريد جناحاً مقداماً بأقل عدد من اللمسات يتخطى خصمه، روبن، دوغلاس، كومان، وغيرهم.

“فرض كرويف فلسفة جديدة داخل برشلونة، مفهومٌ جديد، في طريقه إلى الانقراض بعد وفاة جارينتشا. أراد يوهان منا أن نلعب بهذه الطريقة، بطرفي ملعب متطرفين، طبق [كرويف] تلك النظرية تحت كل الظروف”. –غوارديولا

هيكل مانتشستر سيتي

صورة1: هيكل السيتي في وسط الملعب.

في الآونة الأخيرة لعب سيتي بـ4-2-3-1، بالعديد من المتغيرات وتبادل المراكز خصوصاً ما بين دي بروين وستيرلينغ أو جيسوس، إضافةً للمهام الموكلة للاعبين باختلاف خصائصهم وباختلاف مكان الكرة. نرى في (الصورة 1) توسيع ميندي للجانب القوي؛ أي جانب الكرة، فودِن للداخل، ناثان آكه حاملاً للكرة وغوندوغان مكملاً أضلاع الماسة، الأمر سيان للمحور الآخر رودري. في الجهة المقابلة نرى كانسيلو بداخل الملعب وسيترلينغ (ليس ظاهراً) هو من يفتح الطرف الآخر. جيسوس أعمق نقطة، حامل الكرة ينبغي أن يرى أبعد نقطة سواءً في العمق أو الطرف؛ “كرويف كان يقول أنه عندما تمتلك الكرة، يجب أن تنظر إلى العمق… إن لم تتمكن من ذلك لا بأس ولكن دائماً إلعب للعمق إن سنحت الفرصة”، الفريق متخم بالحلول ومترابط وهذا عائدٌ للتباعد الجيد.

صورة 2

غالباً فودن مسؤول عن المنطقة ما بين العمق والطرف؛ تسمى half-space بما أن بيب يقسم الملعب أفقياً لخمسة مناطق، اللاعبين لا يشغلون هذه المناطق بجمود لأن التقسيم أغراضه تدريبية ليس أكثر، اللعبة ديناميكية متحركة متغيرة. دي بروين دوره في 4-3-3 مشابه لدوره هنا، ولكنه متنقل بين الجهتين كحل بين الخطوط كونه يلعب خلف المهاجم. في صورة 2 ميندي في الداخل وفودن هذه المرة يبتعد للخط باقتراب دي بروين وبدخول ميندي. يفيد دخول الظهيرين (أو أحدهما) للعمق أولاً في الزيادة العددية في الوسط، بالإضافة لسحب جناح الخصم أو حتى إن لم يلحق الجناح بالظهير فهو لاعب حر كما يشير غوارديولا. وأيضاً “إذا استطعت لعب تمريرة مباشرة للجناح فقد تخطيت خط وسط الخصم كاملاً، وإذا خسرت الكرة فالظهير في الداخل ويستطيع إغلاق المساحة على الفور.” غوارديولا يشير إلى فائدة أخرى لدفع الظهير للعمق وهي خلق توازن وتحكم في المساحة حول الكرة في حالة خسارتها، فتمركزه نافع في هذه المنطقة الحيوية. بيد أن الأهم عند غوارديولا ألاّ يكون الظهير والجناح على نفس الخط، أحدهما في الداخل والآخر يفتح على الطرف، “إزدواجية التمركز تسلب خيار خلق التفوق، إنه لمن المهم ألاّ يشغل الظهير والجناح نفس المسار، وإذا كان الجناح بعيداً، فيجب أن يكون الظهير في الداخل، أي في المسار التالي، والعكس صحيح‘‘ .. ’’يجب أن يكون الظهيرين في الداخل، وعندما يدخل الجناح للعمق يجب أن يتحولا للطرف على خط التماس… ولكن عندما يلعب كليهما على نفس المسار سيكون الظهير خلف الجناح وسنعود لحالة 1 ضد 1 ولن نتمكن من خلق تفوق عددي في الوسط.” بعض الفرق تستخدم هذا المفهوم اليوم إلا أنها تفتقر لكل شيء آخر.

صورة 3
صورة 4: ردوري يسقط بين القلبين بمجرد ابتعادهما عن بعضهما. تعرف بإخراج لافولبي، salida la volpiana تيمناً بالمدرب الأرجنتيني ريكاردو لا فولبي.

يظهر أن رودري هو المنظم وهو امتداد للامتماثلات ( لا سمترية) في فرق غوارديولا، ظهير أكثر للداخل وآخر أكثر للخارج، جناح يزيد للداخل وجناح يبقى على الخط وهكذا. رودري يحتفظ بتموقعه في وسط الملعب، بينما يميل غوندوغان كما رأينا للإنسحاب جانبياً فبمعية الظهير البعيد (كانسيلو) يشكلان نقطة إتصال مع الجناحيْن أو اللاعبان البعيدان. بذلك ينتشئ شكل حلقي من الجناح (ستيرلينغ) للظهير في الداخل إلى قلبي الدفاع ثم لغوندوغان وصولاً لنقطة النهاية ألا وهي الظهير في الجهة المقابلة. قد يتغير الأشخاص ولكن الفكرة باقية، لأسباب دفاعية أيضاً وليس فقط هجومياً. الشكل الحلقي أو السلسلة -catene عند الطليان- هي المثلث بين الظهير ولاعب الوسط الداخلي والجناح، كي لا يحصل الخلط.

لقطة1: لو سيمنا تشكل السيتي في مراحل اللعب اللأخيرة فهو أقرب لـ2-3-5. دائماً 5 في الخط الأمامي. نرى كذلك زيادة غوندوغان العددية كخيار عكسي خلفي مع دفع المهجامين للمدافعين نحو مرماهم.

عدة مفاهيم ظهرت في اللقطة 1 ننتهز الفرصة لنذكرها وهي هامة في تطوير وبناء اللعب، أولاً مفهوم الإرتحال، يعني ذلك تقدم الفريق سوياً للأمام خلال بناء الهجمة، قد يعود ذلك بالنفع للفريق حال فقدان الكرة، فيريد بيب من لاعبيه “التقدم سوياً لعدة أمتار للأمام، لذا، عند خسارة الكرة لا يمكن للخصم استغلال انعدام وحدتنا.”هنالك أيضاً مفهوم التقدم بالكرة أو اقتياد الكرة، نرى رودري هنا يتقدم في المساحة حتى يصل للخصم ويعود، نفس الأمر قام به كانسيلو، والغاية؟ استدراج الخصم، فإذا تقدم اللاعب بالكرة قد يرغم منافسه على الخروج والضغط وبالتالي تظهر المساحة خلفه. أحياناً الوقوف على الكرة يفي بهذا الغرض، خصوصاً إن لم تكن هناك مساحة، بهذا الصدد يقول جيرارد بيكيه “حين استلم الكرة، أحاول استدراج الخصم لتقديم تمريرة مفيدة، أبحث عن 2 ضد 1، مثلاً، عندما أرى تشافي مراقَباً، أحدق في اللاعب الذي يراقبه وبهذا سيحاول الخصم تحديد إما القدوم إليَّ أو البقاء مع تشاڤي. عادةً يتقدم نحوي فأمررها لتشاڤي، عندها يستطيع تشاڤي الدوران والتقدم للخط التالي.” نرى كذلك تعديل دي بروين وغوندوغان لتمركزهما، فلا يقتربان من حامل الكرة بل على العكس يبتعدان للإستلام بين الخطوط، ذلك من شأنه أيضاً أن يرغم لاعبي وسط الخصم على التراجع وتغطية مسارات التمرير نحوهما، حامل الكرة بالتالي حر، وقد يترتب على ذلك حالة 1 ضد 1 على طرف الملعب. أخيراً وفرة الخيارات في الثلث الأخير وهذا تسلسل طبيعي لتوازع اللاعبين على عرض وطول الملعب، على دفع الخصم نحو منطقة جزائهم؛ “إنه يضع كل شيء سعياً للوصول بنا للثلث الأخير، ومن ثم يضع ثقته في فريقه لاستكمال المهمة، في المكان الوحيد الذي يصعب التخطيط فيه.” تييري أونري عن غوارديولا.

صورة5: حتى الحارس يتقدم ليجذب، أو يتقدم بالكرة يا يجبر المهاجمين على التضييق ومنع الكرات للعمق، وكذلك يسحبهم للضغط عليه كي تظهر المساحات في مكان آخر، هنا القلبان يجدان المساحة لاستلام الكرات والتقدم بها كذلك.
صورة6
صورة7
صورة8

لا يستخدم غوارديولا أنماط لعب، وإنما أنماط حركة وحسب، هناك حركة ومهاجمة للمساحة وشغل مساحات لا أنماطاً جاهزة، هناك تكيف وحالة ضبط مستمرة، وهنا يكون اللاعبون أبطال الرواية وليس محض أراجوزات يحركها المدرب كيفما يرغب. في صور 6,7,8 يحدث هذا النمط باستمرار لدى السيتي، الكرة تدخل العمق وبمجرد إلتفاف حامل الكرة يقوم الجناح أو الظهير البعيدان إضافة لدي بروين أحياناً بالتوغل بالتزامن مع الالتفاف.

لقطة2
صورة9

في اللقطة الأخيرة نلاحظ تغيير لعب ثم حركة قُطرية من فيرّان فاتحاً مساحة لدي بروين، غوندوغان وتوغلاته المتأخرة المعتادة، اللاعبون الذين يقومون بحركة نحو المرمى أو نحو المساحة خلف خط ظهر المنافس هم يفتحون مساحات ويجذبون الخصوم معهم لا شعورياً، لذا هاجم المساحة حتى ولو لم تكن حلاً حقيقياً، سنتحدث عن ذلك في المقال القادم أكثر. الأمر ذاته كما نرى في صورة 9: تغيير لعب ثم حركة من اللاعبين في الداخل، أي الجناح والمهاجم، حركة قطرية من الجناح فاتحاً مساراً للمهاجم، وبالتزامن يقوم المهاجم بحركة عمودية. هذه إحدى منافع فتح الملعب، فعند تغيير اللعب ينتقل الخصم مع الكرة ومع تسارع وتيرة اللعب تبرز الثغرات عرضياً مع تباعد خطوطهم.

لقطة3
صورة10

من أكثر الحركات تكراراً في السيتي، كرة قطرية نحو الطرف وبالتزامن يركض دي بروين طولياً محاولاً استغلال القنوات بين الظهير والقلب، لعل الظهير قرأ اللعب جيداً ولكنه أتاح لكانسيلو التقدم شبه حر. كذلك نمط تغيير اللعب والتوغل العمودي أو القُطري يظهر في الصورة 10.

صورة11: ينفلق القلبين على طرفي منطقة الجزاء، المحور إلى القوس، الظهيرين نحو الخط.

أمام السيتي إذا انتظرت في الخلف كويست بروميتش ستعاني وإن ضغطت عالياً أيضاً ستعاني، بلا شك للجودة أحكام، ولكن لجودة الأفكار قيمة مُضافة. كما نرى في الصورة 11 إخراج الكرة من الخلف للسيتي أمام ساوثمبتون، واجه السيتي صعوبة في الحقيقة خارج دياره، ولكن هنا نرى عدم تنازل بيب عن أهم مبادئ اللعب بالنسبة له، ألا وهو بناء اللعب من الحارس، تلك هي الخطوة الأولى لبناء هجوم منظم. يستشهد بيب دائماً بمقولة لمساعده الحالي خوانما لـيـّو أنه “بقدر السرعة التي تذهب بها الكرة، بقدر ما تعود بنفس السرعة” مشيراً للبناء بالكرات الطويلة. يشدد لـيـّو أيضاً إلى أنه “إن لم تستطع البناء من الخلف فمن الصعوبة أن تلعب كرة قدم جيدة.” الكثير من الفرق اليوم تبني اللعب من الخلف، بات أمراً مألوفاً. ولكن تعامل السيتي معها خاص، ليس فقط من حيث جودة بناة اللعب، بل بتصرفات اللاعبين عند البناء، اقتياد الكرة أو الوقوف على الكرة، فالتوجيه الجسدي بالكرة أو بدونها، تعديل التموقع لعدة سنتيمترات، كلها تتم بعناية، فالاستلام الصحيح والتسليم الصحيح والتموقع الصحيح هو ما يجعل اللعب انسيابي وسلس وليس تناقل الكرة أو التمركز الساكن وحسب.

صورة12

استكمالاً للهجمة في صورة 11 والتي بدأت من الحارس لقلب الدفاع للمحور للظهير لدي بروين بدوره المتنقل حيث يقترب من موقعه كخلف مهاجم للزيادة العددية وخلق شكل ماسي اعتيادي على الطرف. مع تطور الهجمة ومع اندفاع الخصم نلحظ هنا جرّ الخصم لجهة الكرة، الأمر الذي خلّف زيادة عددية في الجهة الأخرى، “نبدأ هجمة بجهة وننهيها بالجهة الأخرى”.

في الختام خلف السيتي وكرته الرشيقة السيّالة الكثير من العمل، كما يلحّ بيب “‘بدون الكثير من العمل التكتيكي’، الكرة هي التي تأمرنا وتقودنا”، يضيف ماتياس مانـّا. هناك الكثير من الهيكلة برأي برندان روجرز، والكثير من المفاهيم التي لا مجال للتنازل عنها، الهيكل والإنتشار، فتح الملعب، التقدم سوياً وتقليص المسافات، تمريرات سهلة في بداية الهجمة للترتب والتنظم، الاستحواذ المغرض، كسر الخطوط متى ما تأتى ذلك، الحركة ذات الغاية والتي قد لا تفيد المتحرك ذاته، تكوين المثلثات، استدراج المنافس، البحث عن التفوق بأنواعه. ثم هناك الفرد كما سنرى في المقال القادم، وهناك دينامية اللعب وتعقيده ووحدته ووحدة مراحله، دفاع وهجوم وتحولات في المقال الذي يليه…

المدرب الكتلوني المتشبع بهذا الأسلوب منذ صباه هو الرائد لهذا الأسلوب سيما مع فوزه بالألقاب وللأسف فالأسلوب ينتشر بالفوز، وينتشر أي شيء للشخص لا للشيء في حد ذاته. وبطبيعة الحال هناك فرق تقوم بهذا الأسلوب بشكل جيد لعل أبرزها رد بُلّ وساسوولو وليفركوزن، هناك فرق تطبق مبادئ عديدة بشكل جيد وهناك فرق تنظر لهذا الأسلوب من منظور مختلف، لعلنا نتصدى لها لاحقاً.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: