أوه فورتونا.. الحظ والصدفة

مارتين لاميز -أستاذ كلية الرياضة وعلوم الصحة في جامعة ميونخ التقنية- استنتج في دراسته عن دور الصدفة والحظ في كرة القدم إلى أن 47% من الأهداف قد لعب الحظ فيها دوراً أساسياً؛ شملت دراسته متغيرات كتغير اتجاه الكرة بعد ارتطام الكرة بأحد المدافعين، ارتداد الكرة للمهاجم من الحارس أو من أحد الخشبات الثلاث، الأخطاء من الحراس أو المدافعين والتسديد من مسافات بعيدة. إن الدراسات مثل هذه لا تقدم ولا تؤخر، غير أنها تضفي مصداقية لهذه الإدعاءات لمن يرفض تلك البداهات. ولكن هل تسديدة من مسافة بعيدة -مقصودة- يمكن اعتبارها صدفة؟ أنا متشكك خصوصاً مع تكرر هذا الحدث الذي يجعل منه احتمالاً، سواء وصف بالمحتمل أو بعيد الاحتمال، كرقم بين 0و1 في نظرية الاحتمال، لكن التسديد من بعيد احتمال وارد، وليس عرضاً “ممكناً” كتسجيل مانويل نوير مقصية في المباراة القادمة وإن اقتربت احتمالية ذلك من صفر. هذا ناهيك عن احتمالية حدوث حدث صدفوي عشوائي في سير الهجمة التي أدت إلى هدفٍ لم يأتي بالصدفة بتقدير لاميز، هذه الإحصائية مليئة بالفجوات، ربما شأنها شأن أي إحصائية في مجال عشوائي/فوضوي لا يكون فيها الغاية إلا المقاربة لامتلائها بمعايير غير موضوعية.

عامل الصدفة في كرة القدم عامل طبيعي، ولكن ما هي الصدفة أصلاً؟ قد نقول: هي أي فعل أو حادث حدث دون قصد أو تخطيط أو خارج إرادة الفاعل، لاعب يقوم بلعب عرضية فتنحرف نظراً لما يعرف بتأثير ماغنوس في الديناميكا الهوائية فتلج الشباك، يهرع هذا اللاعب راكضاً كالمجنون وكأنه سجل هدفاً مارادونياً. والعكس صحيح حينما ترتطم الكرة بقدم مدافع ويتغير اتجاهها نحو المرمى. وإذا ما سلمنا -بداهة- بعامل الصدفة فسيلزم منه تسليمنا بعامل الحظ، وما هو الحظ غير صدفة سيّرتها المقادير لصالحك.

كم من ناجحٍ -أياً كانت معايير النجاح وإن غلب عليها البلى والانحطاط- عزا نجاحه للعمل الجاد فقط، نافياً دور الحظ، والذي قد يأتي على شكل ثروة والديه، مسقط رأسه أو جيناته أو ثقافة موطنه، إن كنت جامايكياً فستصحوا على منافسات الميدان والمضمار (من بينها رياضات الجري) بوصفها رياضة شعبية هناك. أو تولد في عائلة تحمل طفرة جينية كالتي لدى بطل التزلج الفنلندي ييرو مانتيرانتا وهي طفرة هرمون الإريثروبويتين الذي يسبب إفراط في إنتاج كريات الدم الحمراء والهيموغلوبين المحمول داخل كريات الدم الحمراء والذي يجعل الإنسان أكثر قدرة على أداء رياضات التحمل. لاعب سلة موهوب في أمريكا قد يذيع صيته في NBA -وبالتالي عالمياً- وآخر بنفس الموهبة في بلد كأوزبكستان -كمثال- لن يسمع به أحد، لاعب قدم أرجنتيني بمقابل لاعب فنزويلي وقس على ذلك من ظروف وحظوظ أو فرص.

الحظ، ومن منا لم يندب حظه، لعل الناجح حين لا تجري الرياح كما يشتهي سيندب حظه، الذي -لانعدام اتساقيته- سيجحده في ظروف أخرى، يعزى ذلك لانحياز إدراكي يعرف بالانحياز للمصلحة الذاتية، أو تضارب فيما يعرف بمركز الضبط في علم نفس الشخصية. يسأل سائل: هل هناك حظ في الأساس؟ يبدو سؤالاً من زاوية مادية أو حتموية، كي لا أكرر ما ذكرته في الفقرة السابقة، الحظ هي الظروف وطوبى لمن اغتنمها. كسؤال إلحاقي، أهذا يعني أن هنالك محظوظون؟ ريتشارد برُكتور في كتابه “الحظ والصدفة” لا يرى ذلك، ذلك أن النجاح في فرصة ما تعني أن الناجح كان محظوظاً وليس الحظ صفة فيه، أي حالفه الحظ في لحظة معينة وليس لنا أن نسميه محظوظاً كصفة لازمة له. قد اتفق إلى حدٍ ما، فلا تعني الظروف الجيدة حتمية النجاح، بل إن بعض الظروف الغير جيدة قد ترفع من حظوظك؛ كأن تكون برازيلياً فقيراً فتطابق الصورة النمطية للأسطورة القادمة. وهذا على المدى الطويل، أما على المدى القصير فالحظ والنصيب متقلب.

From the Narrow Desert: The Wheel of Fortune: Miélot and Dürer (15th  century)
فورتونا العمياء وعجلتها في أدبيات العصور الوسطى.

عن الحظ، يقول بوئثيوس في “عزاء الفلسفة”:

“تخطئ إن ظننت أن الحظ (فورتونا) قد أدار لك ظهره، فالتغير هو طبيعة الحظ ودأبه وديدنه، وهو في تقلبه نفسه إزاءك إنما كان حافظاً لعهده وثابتاً على مبدئه! وهو ذات العهد وعين المبدأ الذي كان به من قبل يتملَّقُك ويغويك بسعادة زائفة.”

ملحمة “أوه فورتونا” لكارل أورف، كلماتها تعود إلى القرن الثالث عشر لشعراء مجهولين في بافاريا، كتبت باللاتينية بوصفها لينغوا فرانكا في أوربا يومئذٍ.

الأوهام والانحيازات… صدفة المدرب

الصدفة أو الحظ لا وجود لها في العقل الحتموي الشاحب، فثمة تسلسلات مستمرة أدت إلى ما أدت، أو حتمية حدوث ما حدث. أو العقل الخرافي الذي يجد ربطاً سببياً بين حدثين ليس ثمة علاقة بينهما والتي اعتقد بها عالم النفس كارل يونغ وتُعرف بـ”التزامنية” ولا تعدو حالياً كونها استسقاطاً؛ والاستسقاط يعني ربط أحداث غير مترابطة وإضفاء معنى أو توهم أنماط في بيئات أو نشاطات عشوائية. الصدفة أو الحظ عوامل مرفوضة لدى الدماغ أحياناً، توهم النظام والأنماط أو الكمال أو المعنى ينشأ عن آليات دماغية في الحقيقة، إذ للدماغ قدرة على ردم الفجوات أو “ملء fill-in” المعلومات المفقودة في إدراكنا الحسي كالنقطة العمياء في العين. أو رؤية شكل هندسي بأكمله على الرغم من أن أجزاءً منه مغطاة أو مفقودة amodal completion، ضف إلى ذلك تلوين الأشياء، أو قراءة نص مليء بالأخطاء بشكل صحيح، تدعى هذه الظاهرة typoglycemia وكأنها آلية تصحيح دماغية، بل هناك آلية تستيعد الصوت المفقود phonemic restoration effect. وهناك ما يعرف في علم النفس العصبي بترجمان الدماغ الأيسر والذي يلملم شتات معلومات متناثرة ويبني حكاية أو يضفي سببية في الأحداث ليس لها وجود. من جراء ذلك تنشأ نظريات المؤامرة مثلاً.

وللعجب تطال هذه السلوكيات الحيوانات كما بينت تجارب بروهوس سكينر في الإشراط الاستثابي. من صور ذلك ربط فوز الفريق “س” في الديربي إذا لُعب في شهر نوفمبر، أو تسجيل اللاعب الفلاني إذا لعب فريقه مساءً فقط، التفاؤل باليد الساخنة في كرة السلة، أو التشاؤم من نتيجة 2-0 كأخطر نتيجة في كرة القدم. والأدهى هو توهمنا أنماط لعب مقصودة صيغت بالملي بواسطة المدرب، وهذا نتيجة فرط التحليل الذي يصاحب ويعقب المباريات، “أراد المدرب فلان القيام بكذا ورد المدرب المنافس بكذا”، دائماً لدى البعض أجوبة ناجمة عن فرط تحليل أو إضفاء عمق ومعنى ودلالة لأمور قد لا تحتمل ذلك، على لوحة عادية، أو على تفصيلة هامشية في مشهد درامي مثلاً. من أشكال الانحياز الإدراكي أن يتوجه انتباه البعض نحو فريق معين أو مدرب معين، فريق مميز يلعب كرة مميزة ولكن على نحو مفاجئ نجد مقاطع “احتفائية” بالفريق أمام فرق هزيلة بل وتُصور على أنها استثناء عن السابق، يتبادر لي مثال واضح حالياً، شاختار دي دزيربي. رالف رانغنيك يُعين كمدرب لمانتشستر يونايتد، ما الذي سنراه؟ حالة نحن رغبوياً نريد ظهورها، حيث جرى توجيه انتباهنا لها لبروباغاندا مسبوقة، gegenpressing أو الضغط المضاد الذي اشتهر به، حتى ولو كانت اللقطة أو الاحتفاء على حالة واحدة يمكن أن تراها في ساحة ما بالقرب منك، سلسلة تمريرات لمدرب قال بأنه يحب الاستحواذ، أيضاً سترى ما يماثلها في فريق هواة. هذا التضخيم والمبالغة في رؤية الأمور قد يفسره وقوع المرء تحت سطوة انحياز انتباهي يعرف بوهم التردد frequency illusion فتكون مأخوذاً بفكرة تدور في ذهنك كنت قد تعلمتها أو سمعت بها، كمثال، أن تفكر بشراء سيارة معينة وتجد انتباهك توجه لا إرادياً نحو السيارات المماثلة للسيارة التي اخترتها، بل وتعتقد أنها فجأة بدأت تظهر في كل مكان! 

“نحن نلهث خلف الأنماط بحيث لا يبرز انتظام بالصدفة، وإنما بواسطة سببية ميكانيكية أو لنوايا أحدهم. لا نتوقع أن نرى انتظاماً ناتجاً عن عملية عشوائية، وعندما نكتشف ما يبدو وكأنه قاعدة، فإننا نرفض بسرعة فكرة أن العملية عشوائية حقاً. تُنتج العمليات العشوائية العديد من المتواليات التي تقنع الناس بأن العملية ليست عشوائية قبل أي شيء.” –دانييل كانيمان

تَخلّق أنماط لعب وتَكرر سلوكيات معينة، كسلسلة تمريرات، ضغط مضاد جماعي أو فردي قد يحدث بشكل تلقائي عفوي. وأن يتكيف اللاعب كفرد مع المجموعة أمر ممكن دون قيادة مركزية (مدرب)، يحدث ذلك عبر متغيرات تنبثق نتيجة تفاعل العنصر مع بقية العناصر المجاورة في النظام، يعرف ذلك بالانتظام الذاتي في النظم المعقدة. في أحد المقابلات سُئل ماركو روزه عندما كان مدرباً لغلادباخ عما يجري خلف تسجيل الفريق لأكبر عدد من الكرات الثابتة في فترة ما في البونديسليغا… “ربما نكون أول فريق في البونديسليغا يسجل أكبر عدد من الأهداف من الركلات الثابتة (دون) أن نتدرب عليها على الإطلاق”. ربما في ذلك شيء من المبالغة، قد يكون الفريق تدرب عليها كبقية الفرق ولكن لمهارات اللاعبين في الكرات الثابتة وقدرات بعض اللاعبين في الهوائيات هو السبب وليس المدرب والتدريب، بالتالي هذه صدفة إذا ما رُبطت بالمدرب -بما أنه لم يخطط لهذه الأحداث- ولكنها ليست كذلك بالنسبة للاعب حينما ينتوي شيئاً ما.

في مقدمة طبعة مستحدثة لكتاب الصحفي الأرجنتيني الكبير دانتي بانزيري Dinámica de lo” impensado” كتب إزيكييل فيرنانديز مورِس التالي:

“كان هذا أهم انتصار لـ(تاتا) مارتينو كمدرب للباراغواي. إذ صمد على الصفر-صفر طوال 120 دقيقة أمام برازيل نيمار وروبينيو وباتو. ففاز بركلات الترجيح وتقدم إلى الدور نصف النهائي. “نهج تكتيكي ذكي” من قبل مارتينو قِيل في الراديو. سلط الصحفي التلفزيوني الضوء على “النظام الجماعي” لدى الباراغواي. وعلى موقع لإحدى الصحف الكبرى تحدثوا عن “عمل تكتيكي عظيم”. لكن مارتينو ترك الجميع في حالة تسلل: “لم يجري أي شيء كما خططنا له”. فلم يتحدث عن نهج أو نظام أو تكتيكات. […] “فزنا” -قال- “بالحظ”. كان بانزيري ليصفق له بحفاوة. في الواقع، أضاعت البرازيل ما يقرب من اثني عشر حالة محققة، إما تداعت الكرة بمليمترات، أو ارتطمت بالقائم أو أنقذها حارس المرمى. لم تدافع الباراغواي بشكل جيد. كما أنهم لم يقوموا بهجوم مضاد.”

لدى البعض -وفي معرض طرحنا المدربين- انحياز إدراكي يعرف بوهم التحكم، أي ميل الشخص إلى المبالغة في تقدير قدرته على التحكم في المواقف المعتمدة على الصدفة بشكل كبير أو التي ليست في المقام الأول بين يديه. كمن يرمي حجر النرد بطريقة معينة متوقعاً ظهور رقم معين، ولا أبالغ إن قلت أن هناك من يظن بأن له تأثير في المباريات من على المدرجات. بل المدرب نفسه لا يؤثر في مجريات الأحداث إلا بشكل ضئيل للغاية، يقول غرايام بوتر مدرب برايتون للغارديان بأن هناك اعتقاد “ثقافي بأننا يجب أن نكون قادرين على التحكم بالأمور. بيد أنه في واقع الأمر هناك مليون شيء لا يمكن السيطرة عليه. لأن كرة القدم في الأساس لعبة اللاعبين، ليست لعبة المدربين. ليس بمقدورك التوقف كل خمس دقائق وإجراء التعديلات. يمكنك القيام ببعض الأشياء على الهامش، ولكن فقط للاستعراض، حقاً. في الغالب يتعين على اللاعبين تحمل المسؤولية”. ناغلزمان لا ينفي ذلك، مؤكداً أن دور المدرب يكمن في التدريبات… “كمدرب تتمنى أن يكون لك تأثير كبير في المباريات، ولكن بصراحة، ليس ثمة تأثير كبير. الأهم هو التدريب: هناك ستتمكن من تقديم النصائح لفريقك بأكبر قدر ممكن”. وعلى أي حال، لا يقف المدرب إزاء ذلك موقف المتفرج، يعبر رانغنيك عن نهجه في اللعبة، إذ يسعى إلى “تقليل عامل الصدفة والسيطرة على اللعب.”

“ما يفعله المدرب هو أن يحاول زيادة مؤشر الأرجحية عندما يتعلق الأمر بالفوز بالمباراة. كمدرب، كل ما يمكنك فعله هو الحد من دور الصدفة بقدر ما تستطيع. أظهرت كرة القدم مرات عديدة أنه لا يزال بإمكانك الفوز 1-0 حتى بدون العبور لمنتصف ملعب الخصم ولا لمرة واحدة. أرسنال تعادلوا 1-1 أمام برشلونة ولم يسددوا أي تسديدة على المرمى. نحن نعمل في نشاط يوجد فيه العديد من المتغيرات والصدفة واحدة منها. يمكنك الدفاع باستماتة ثم التسديد في كل مرة تحصل فيها على الكرة، ولكن هذه ليست إلا تسديدات، ليس هناك لعب.” –خوانما ليـّو

خط التدرج بين المهارة-الحظ لموبوسين. على اليمين تكون اللعبة أميل إلى المهارة والعكس تذهب نحو الحظ.

بالطبع كرة القدم ليست قماراً، لا تعتمد على الحظ/الصدفة بصورة مطلقة، بل بنسبية وإن بدت وتجلت كثيراً، هي ليست كرمي النرد أو عجلة الروليت بوصفهما لعبتان لا تتضمنان اتخاذ قرار ومهارات فنية واستراتيجية. في ثنائية الحظ-المهارة خلص مايكل ماوبوسين في دراسة إحصائية إلى أن النجاح في NBA أميل إلى كفة المهارة، فيما تميل كفة النجاح في مسابقة هوكي الجليد NHL إلى الحظ. كرة القدم أقرب للهوكي بالطبع، بل وجاءت في دراسته بين اللعبتين المذكورتين بناءً على الخمس مواسم التي درسها. يكمن تعقيد كرة القدم في استخدام الأقدام، وهوكي الجليد باستخدام العصا والتزلج علاوة على توزيع غير مألوف نوعاً ما في المراكز، فالمسمى بـcenter يغطي المنطقة الوسطى بالكامل، دفاعاً وهجوماً، ويبدو تمركزه على الورق كرأس الحربة، هذا إضافة إلى تبادل المراكز بين البقية مع بقاء مهام محددة ولكن بصورة أقل من كرة القدم، وهذا ما يجعل كرة القدم أقل عشوائية. في كرة القدم، اللاعب العادي أو الأقل على مستوى التكنيك قد يجد له مكان في أفضل دوريات العالم، القصير أو الطويل، الهزيل أو الضخم، فلا مواصفات معيارية للاعب الجيد، لا يمرر كل اللاعبين كبيرلو ولا يراوغ كل لاعب كرونالدينيو ولا يجيد كل حارس كنوير أو يتميز بقدميه كالأخير أو كإيدرسون، لا يوجد مقياس للاعب الأفضل، وهذا ينطبق على أغلب الألعاب الجماعية ولكن في كرة القدم ليست المهارة هي المحدد الرئيس للفوز، فالنظام الجماعي قد يطغى على خصم يملك بعض الفرديات الأفضل وللمفارقة كلما ازدادت الصدفة والعشوائية في لعبة ما -كتبعات للتعقيد- كلما تقلصت أهمية المهارة، ففي الرياضة الفردية كالتنس وألعاب القوى يكاد يكون القول الفصل للمهارة لانخفاض الصدفة واللامتوقع والمنفلت عن السيطرة، يسري ذلك على ألعاب كالشطرنج.

قد نتوقع احتمالياً -في كرة القدم- وبصورة لا يقينية أن يحقق السيتي نتائج مقاربة للمواسم المنصرمة، فاعتماداً على متوسط فوز مانتشستر سيتي في السنوات الماضية قد ينافس على الدوري أو يحققه، الأمر سيان مع بايرن ميونخ، وهذا يعتمد على قدرات الفريق ومهارات لاعبيه وخبرة الفريق والإدارة، ولا شك، القليل أو الكثير من الحظ والصدف التي ينتفع منها الفريق نظراً لقدرتهم على الوصول المتكرر إلى مناطق خصومهم وحصولهم على كرات ثابتة أو دربكات قرب المرمى، ولهذا يفضل بيب أن يبقى فريقه في مناطق المنافس، حيث أن عامل الحظ والصدفة سيتقلص باضطراد مع ندرة الفرص لدى الخصم، فكلما ابتعدنا عن مرمانا كلما تقلصت الصدف، وكلما اقتربنا من مرمى الخصم وهددناهم كلما ازدادت فرصنا وحظوظنا في اغتنام الصدف السعيدة، هذه الصدف تتجلى على شكل أخطاء، تغير في اتجاه الكرة لأسباب مختلفة، سوء الأرضية مثلاً، أو تداخل زملاء في كرة ففقداها، والخطأ أو سوء الحظ لا يؤدي ضرورة إلى هدف مباشر بل يساهم في نمو هجمة فرصها كانت شبه معدومة. يثير الضحك أن يقول المدرب أننا لن نترك شيئاً للصدفة، ولكن في الوقت ذاته، واجب المدرب أن يعمل في التدريبات على النوايا والمقاصد الجماعية، أي الخلق والبناء وليس فقط الاستناد على الحظ، أو التنكر للحظ، و”تذكر أن فورتونا لا تحب أن يشعر الناس بسعادة غامرة تجاه خدماتها، كما وأنها تُعِدّ خدعاً مريرة للأغبياء الذين يُثملهم النجاح”، يقول روبير هوديني… ثم أوه فورتونا، ڤيلوتْ لونا…

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: